الحديث الشريف..محاضرات. الجزء الاول

من طرف الصفح الجميل الجمعة أبريل 18, 2008 9:36 am

(الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان)
الفعل أو لاشئ المذموم يذم من خلال :
العقل, مثل عمل المجانين.
أو العرف, مثل عمل السفهاء.
أو الشرع, مثل عمل المستهزئين والفساق.
وما يذم عقلاً يذم عرفًا وشرعًا
قد يتفق العرف مع الشرع فى ذم شئ وقد يختلف, والإسلام يعتد بالحياء الذى هو شعبة من شعب الإيمان وهو ما يعد عيبًا فى نظر الشرع حتى ولم يكن عيبًا فى نظر العرف.
حين قال عمران بن حصين أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال : الحياء كله خير, اعترض بشير بن كعب وقال : يا أبا نُجيد إنا لنجد فى الكتب وفى الحكمة سكينة ووقارًا, وفيه ضعف, فغضب عمران بن حصين وأعاد الحديث الذى قاله الرسول (صلى الله عليه وسلم), فاعترض بشير ثانية, قال عمران : أحدثك عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتحدثنى بصحفك, والله لا أساكنك بأرض أنت فيها ... قال الحاضرون : يا أبا نجيد إنه منا إنه منا يعنى هو رجل لم يخرج عن السنة والشرع وإنما أراد أن يسأل.
الحياء الشرعى كله خير وكله محمود, والحياء العرفى قد يكون محمودًا وقد يكون مذمومًا

هل من الحياء أن تمتنع عن المطالبة بحقك؟
هل من الحياء أن أسكت عمن أساء إلى؟
هذا أمر قد فهم خطأ عند بعض الناس ..
فقد مر الرسول (صلى الله عليه وسلم) على رجل من الأنصار يعاتب أخاه فى الحياء, حتى كأنه يقول إن الحياء قد أخَّذ بك .. فقال له النبى (صلى الله عليه وسلم) : دعه فإن الحياء من الإيمان.
تصور الواعظ أن ترك أخذ الحق أو المطالبة بالحق ليست من الحياء, قال النبى (صلى الله عليه وسلم) : لا لو أنك استحيت أن ترد الإساءة أو أن تطالب بحقك فهو جائز ويدخل فى الحياء الشرعى.
أما إذا كان حقًا متعلقًا بالآخرين وأنا مسئول فى طلب العلم ... هو حياء ليس شرعى ولكنه عرفى.
اعلم درجات الحياء أن يستحى الإنسان الذى يتقلب فى نعم الله أن يعصى ربه من خلال تلك النعم..

الحياء إن كان عن أمر واجب شرعًا, يكون حرامًا.
الحياء إن كان عن أمر مكروه شرعًا, يكون مندوبًا. (فيه اتقاء شبهات)
الحياء إن كان عن أمر مسنون شرعًا, يكون مكروهًا.
الحياء إن كان عن أمر محرم شرعًا, يكون واجبًا.

فى هذا الحديث دلالة واضحة على أن الإيمان يزيد وينقص.
"وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا" , "وَزِدْنَاهُمْ هُدًى" , " وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا", فالإيمان يزيد بالطاعات وينتقص بالمعاصى, وقد خالف بهذا المرجئة.
الإيمان ليس مجرد كلمة ينطق بها الإنسان..
وإنما هو تصديق قلبى, ونطق باللسان, وعمل بالأركان..
فلا الأعمال ولا الأقوال ولا التصديق ينفصل عن الإيمان
أعلاها قول لا إله إلا الله, جانب قولى, تندرج تحته جميع الأقوال.
أدناها إماطة الأذى عن الطريق, جانب عملى, تندرج تحته جميع أعمال الجوارح.
الحياء شعبة...,جانب قلبى, وهو يمثل الروح للإيمان.