الحديث الشريف..محاضرات..الجزء الثالث
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحديث الشريف..محاضرات..الجزء الثالث
هل منع سيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) سيدنا أبا هريرة (رضى الله عنه) من رواية الحديث ؟
إن سيدنا عمر لم يقصد أبا هريرة بالذات, فقد أصدر أمرين فى وقته تجاه سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)
الدعوة إلى ضرورة التقليل من الرواية خشية أن يندس أحد من الناس فيتقول على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما لم يقل ويشمل ذلك جميع الرواة.
التثبت فى الرواية . فينبغى على كل إنسان سمع حديثًا أن يتثبت من راوى هذا الحديث فإن سيدنا أبو بكر (رضى الله عنه) انشغل بجمع القرآن وجمعه فى صحف فلا خوف عليه والسنة فى عهده كانت تروى والصحابة متوافرون فعملوا ما يعرف بالمدارس كل واحد يجلس فى مجلس ليبلغ العلم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ... وقد خشى سيدنا عمر (رضى الله عنه) على السنة من قوم دخلوا الإسلام حديثًا .. فكان قد أصدر هذين القرارين.
وقد ذهب سيدنا أبو موسى الأشعرى (رضى الله عنه) (عبد الله بن قيس) إلى سيدنا عمر (رضى الله عنه) فى منـزله فطرق عليه الباب ثلاث مرات وكان يتوضأ فلم يفتح له الباب فانصرف سيدنا أبو موسى (رضى الله عنه), فلما انتهى سيدنا عمر (رضى الله عنه) من الوضوء قال لفلان انظر من الطابق, فلما وجده أبو موسى الأشعري قال له : أما وقد علمت أننى فى الدار فما الذى دعاك إلى الإنصراف .. قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول : إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فلينصفر .. فجذبنى عمر وقال لى لتأتينى على ذلك ببينه أو لأنكلن بك, فاصفر لون أبى موسى وقال : يا أمير المؤمنين بى إلى مجلس أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. فلما دخل المجلس قال هل سمع أحد منكم حديث رسول الله فى الإستئذان قالوا : سمعناه جميعًا, فقال عمر (رضى الله عنه) لأبى موسى (رضى الله عنه) أما إنى لا أتهمك ولكن الحديث على رسول الله شديد.
فلذلك لم يتمكن أحد أن يضيف إلى حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلمة واحدة فى عهد عمر (رضى الله عنه).
الإيمان بضع وستون شعبة :
كلمة الإيمان وردت فى القرآن بهذه التركيبة 17 مرة.
الإيمان تطلق فى مقابلة الكفر وأحيانًا مقابلها الفسق.
آمنت فلانًا أو أمَّنت فلانًا, أعطيته الأمان, فعل متعدى, بدون حرف جر.
آمنت بفلان أو آمنت لفلان, تصديق, فعل لازم, يحتاج لحرف جر.
الإيمان شرعًا هو الإيمان بالله عز وجل وما جاء عن الرسول (صلى الله عليه وسلم).
بضع كما بينا من قبل على 3 أحوال, هى هنا كناية عن عدد مبهم وتستخدم من 3- 9 ويظل الأمر حتى 99 وعلى أعتاب المائة نقول نيف ومائة أو نيف ومائتان.
هذه الكلمة (بضع) :
تذكر من المؤنث وتؤنث مع المذكر.
تستخدم مفردة, بضع سنين, بضعة شهور.
تستخدم مركبة, بضع عشرة أو بضعة عشر.
تستخدم معطوفة, بضع وستون شعبة أو بضعة وستون رجل.
شعبة :
الشعبة هى الأطراف, فشعب الشجر أغصانها وأطرافها, الساق فى الشجرة يجمع الأطراف, ولذلك تسمى الأمة الواحدة شعب
قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : (إذا جلس الرجل بين شعبها الأربع (اليدان والرجلان) )
- سيدما عروة بن الزبير (رضى الله عنه) بترت إحدى قدميه فحمد الله وقال (اللهم كما ابتليت فعافيت كانوا أربع شعب فأصبحوا ثلاث.
الحياء :
هو الإنقباض أو الخجل وهو شعبة من الإيمان
وحين يخجل الإنسان من شئ يتركه فثمرة الحياء العملية الترك وهو انفعال نفسى يقتصر ترك خلق نفسانى أو انفعال نفسانى يؤدى إلى الإنقباض أو ترك ما به يذم الإنسان أو يعاب عليه.
أنواع الحياء :
هناك حياء شرعى وحياء عرفى..
والحياء يختلف عن الخوف أو الرعب ولو أن ثمرتهم واحدة وهى الترك, الحياء خاص بالإنسان لتمييزه بالروح والعقل والتدبر, ولكن الحيوان يخاف ولا يتسحى, والخوف خاص بالمؤمنين والرعب خاص بغير المؤمنين
الإيمان له أصول وفروع مثل الشجرة, وهو الإيمان الكامل المنجى من النار
أصل الإيمان : التصديق بالله ورسله .
وفروعه : عبادات – معاملات – أخلاقيات
وسبب ظهور المذاهب المختلفة هو الاختلاف فى فهم كلمة الإيمان
هل الإيمان مجرد كلمة؟ هل هو تصديق بالقلب ؟ هل يستلزم الإيمان العمل ؟
جماعة من الفرق أسمهم الكرَّامية ( نسبة إلى محمد بن كرَّام) وطائفة المرجئة يقولون أن الإيمان مجرد نطق باللسان, سواء طابق ذلك ما فى قلبك أو لا وعملت به أو لم تعمل (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) , (بشر أمتك من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق)
وهذا اعتقاد خاطئ لأن المنافقين يقولون لا إله إلا الله ولكن الله فرق بينهم وبين المؤمنين .
المرجئة قالوا: ما بداخل القلب يكون مطابقًا للسان حتى ولو لم يعمل
يقولون أن الإيمان ثابت لا يتحرك أى لا ينفع مع الكفر طاعة ولا يضر مع الإيمان معصية
جمهور المسلمين (أهل السنة والجماعة) :
الإيمان هو 1- نطق باللسان. 2- تصديق بالجنان. 3- عمل بالأركان.
فجعلوا العمل ضمن أسباب الإيمان, والفرق اختلفت فى منـزلة العمل من الإيمان
الخوارج قالوا : العمل هو العصب الرئيسى للإيمان – مرتكب الكبيرة كافر ومن يخل بفريضة يخلد فى النار .
المعتزلة قالوا : مرتكب الكبيرة لا يسمى كافر فهو فى منـزلة بين المنـزلتين (الإيمان والكفر)
"وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا" القتل كبيرة ومع ذلك دخلوا فى طائفة المؤمنين
الحديث يدل دلالة واضحة على أن الإيمان يشمل الأعمال والتصديق القلبى والنطق باللسان
الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله (نطق باللسان) وأدناها إماطة الأذى عن الطريق (أعمال) والحياء شعبة من الإيمان (تصديق قلبى)
وكلما أخذ الإنسان شيئًا من شعب الإيمان زاد إيمانه
الـ الألف واللام فى الإيمان لتمام كمال الإيمان
هذا الحديث أحد الأدلة التى تبين أن الإيمان بزيد وينقص بمقدار ما أخذت من شعب الإيمان يكون إيمانك.
فى رواية لمسلم الإيمان بضع وسبعون شعبة
فى رواية أخرى لمسلم الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة (على الشك)
لا تعارض بين النصوص
عندما يحدث تعارض ظاهرى بين النصوص فنحن أمام أحد أمرين :
نجمع بين النصوص -وفق بينهم- نصلح بينهم.. فالرسول أخبر فى أول الأمر أن الإيمان كان بضع وستون شعبة ثم جاءه اعمال أخرى لتكون بضع وسبعون شعبة لما زادت شرائع الإسلام..
وفى حديث الشك : الشك لم يكن من أبى هريرة ولكن ممن روى بعده وربما شك لعدم وجود النقاط فوق الحروف فى وقتها
إذا فشلت فى الجمع رجح, فقد رجح العلماء رواية البخارى لأن شروطه فى دراسة الرواة أدق من الإمام مسلم . وأيضًا فى تحرى الألفاظ ولأن فى الرواية العدد المتيقن (الستون).
هل يمكن حصر شعب الإيمان؟ هل العدد مقصود لذاته أم غير مقصود لذاته؟
المراد هنا الكثرة إشارة إلى أن شُعب الإيمان لا حصر لها.
مما يؤكد هذا حديث فى مسند الإمام أحمد أن عبد الله بن بُسر قال : يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن شرائع الإسلام كثرت على فبابٌ جامع استمسك به, قال (صلى الله عليه وسلم) لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله .
بعض العلما قالوا أن العدد مقصود لذاته فبدأوا يحصرون شعب الإيمان
الشيخ البيهقى 458 هـ ألّف كتاب شعب الإيمان
وقال إن شعب الإيمان 3 أعمال :
أعمال تتعلق بالقلب 24 خصلة ومنها الحياء – الإخلاص – الصدق – التوكل – اليقين
أعمال اللسان 7 منها قراءة القرآن – تسبيح – تهليل – الذكر – النصيحة – الأمر بالمعروف.
أعمال الجوارح 38 خصلة.
هذا الكتاب اختصره القزوينى (بعد البيهقى بحوالى 200سنة) مختصر شعب الإيمان
قالوا أن هذا الحديث من معجزات الرسول (صلى الله عليه وسلم) جاء على أعمال القلب وذكر منها الحياء وأعمال اللسان ذكر منها أعلاها لا إله إلا الله وأعمال الجوارح ذكر منها إماطة الأذى عن الطريق.
ابن حجر يقول : لا مانع أن تكون الشُعب 79 لأن ممكن تنتج من القلب واللسان والبدن أعمال أخرى.
الإمام ابن حبان وصلها إلى 38 شعبة
وفى اخفاء الرسول لنا لحقيقة العدد رحمة بنا
الحياء هو تغير وانكسار يستدعى الإنسان أن يترك ما يُعاب عليه أو يُذم
فالذم إما أن يكون من جهة العقل مثل المجنون.
أو أن يكون من جهة العرف مثل السفهاء.
أو أن يكون من جهة الشرع مثل الفسقة والمستهترين بشرع الله.
فإذا كان الحياء من جهة العقل, فهو حياء مذموم.
وإذا كان الحياء من جهة العرف, فمنه محمود ومنه مذموم.
وإذا كان الحياء من جهة الشرع, فالحياء محمود كله.
والحياء المذموم من جهة العقل يذمه العرف والشرع.
العرف والشرع قد يجتمعان على ذم الشئ وقد يختلفان.
والمقصود بالحياء فى الحديث هو فى العمل الذى يذم شرعًا.
سيدنا عمران بن حصين (رضى الله عنه) أحد الصحابة الكرام يقول : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الحياء كله خير .. الحياء كله خير .. بُشَير بن كعب من التابعين قال .. يا أبا نُجيد إنا لنجد فى الكتب والحكمة أن من الحياء سكينة ووقارًا ومنه ضعف قال لا الحياء لا يأتى إلا بخير ... وقال أحدثك عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتحدثنى عن صحفك والله لا أساكنك بأرض أنت فيها قالوا انه منا انه منا (من أهل السنة) يسأل فقط..
فالحياء الشرعى كله محمود وليس شئ منه مذموم..
وأعلى درجات الحياء أن يستحى الإنسان المنعَم عليه من الله عز وجل يستحى ان يستخدم تلك النعم فى معصية الله وغضب الله .. يستحى أن يراه ربه حيث نهاه ويستحى أن يفتقده ربه حيث أمره.
قال عبد الله بن مسعود (رضى الله عنه) : استحيوا من الله حق الحياء قالوا : إنا لنستحى والحمد لله قال الحياء الحقيقى أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وأن تذكر الموت والبِلى فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء . والبلى : التراب.
وهذا الحديث منسوب فى بعض الكتب إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)
ولكن فى سند الحديث الصباح بن محمد أحيانًا يأتيه سرحان فينسب الكلام والحديث إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن سيدنا عمر لم يقصد أبا هريرة بالذات, فقد أصدر أمرين فى وقته تجاه سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)
الدعوة إلى ضرورة التقليل من الرواية خشية أن يندس أحد من الناس فيتقول على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما لم يقل ويشمل ذلك جميع الرواة.
التثبت فى الرواية . فينبغى على كل إنسان سمع حديثًا أن يتثبت من راوى هذا الحديث فإن سيدنا أبو بكر (رضى الله عنه) انشغل بجمع القرآن وجمعه فى صحف فلا خوف عليه والسنة فى عهده كانت تروى والصحابة متوافرون فعملوا ما يعرف بالمدارس كل واحد يجلس فى مجلس ليبلغ العلم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ... وقد خشى سيدنا عمر (رضى الله عنه) على السنة من قوم دخلوا الإسلام حديثًا .. فكان قد أصدر هذين القرارين.
وقد ذهب سيدنا أبو موسى الأشعرى (رضى الله عنه) (عبد الله بن قيس) إلى سيدنا عمر (رضى الله عنه) فى منـزله فطرق عليه الباب ثلاث مرات وكان يتوضأ فلم يفتح له الباب فانصرف سيدنا أبو موسى (رضى الله عنه), فلما انتهى سيدنا عمر (رضى الله عنه) من الوضوء قال لفلان انظر من الطابق, فلما وجده أبو موسى الأشعري قال له : أما وقد علمت أننى فى الدار فما الذى دعاك إلى الإنصراف .. قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول : إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فلينصفر .. فجذبنى عمر وقال لى لتأتينى على ذلك ببينه أو لأنكلن بك, فاصفر لون أبى موسى وقال : يا أمير المؤمنين بى إلى مجلس أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. فلما دخل المجلس قال هل سمع أحد منكم حديث رسول الله فى الإستئذان قالوا : سمعناه جميعًا, فقال عمر (رضى الله عنه) لأبى موسى (رضى الله عنه) أما إنى لا أتهمك ولكن الحديث على رسول الله شديد.
فلذلك لم يتمكن أحد أن يضيف إلى حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلمة واحدة فى عهد عمر (رضى الله عنه).
الإيمان بضع وستون شعبة :
كلمة الإيمان وردت فى القرآن بهذه التركيبة 17 مرة.
الإيمان تطلق فى مقابلة الكفر وأحيانًا مقابلها الفسق.
آمنت فلانًا أو أمَّنت فلانًا, أعطيته الأمان, فعل متعدى, بدون حرف جر.
آمنت بفلان أو آمنت لفلان, تصديق, فعل لازم, يحتاج لحرف جر.
الإيمان شرعًا هو الإيمان بالله عز وجل وما جاء عن الرسول (صلى الله عليه وسلم).
بضع كما بينا من قبل على 3 أحوال, هى هنا كناية عن عدد مبهم وتستخدم من 3- 9 ويظل الأمر حتى 99 وعلى أعتاب المائة نقول نيف ومائة أو نيف ومائتان.
هذه الكلمة (بضع) :
تذكر من المؤنث وتؤنث مع المذكر.
تستخدم مفردة, بضع سنين, بضعة شهور.
تستخدم مركبة, بضع عشرة أو بضعة عشر.
تستخدم معطوفة, بضع وستون شعبة أو بضعة وستون رجل.
شعبة :
الشعبة هى الأطراف, فشعب الشجر أغصانها وأطرافها, الساق فى الشجرة يجمع الأطراف, ولذلك تسمى الأمة الواحدة شعب
قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : (إذا جلس الرجل بين شعبها الأربع (اليدان والرجلان) )
- سيدما عروة بن الزبير (رضى الله عنه) بترت إحدى قدميه فحمد الله وقال (اللهم كما ابتليت فعافيت كانوا أربع شعب فأصبحوا ثلاث.
الحياء :
هو الإنقباض أو الخجل وهو شعبة من الإيمان
وحين يخجل الإنسان من شئ يتركه فثمرة الحياء العملية الترك وهو انفعال نفسى يقتصر ترك خلق نفسانى أو انفعال نفسانى يؤدى إلى الإنقباض أو ترك ما به يذم الإنسان أو يعاب عليه.
أنواع الحياء :
هناك حياء شرعى وحياء عرفى..
والحياء يختلف عن الخوف أو الرعب ولو أن ثمرتهم واحدة وهى الترك, الحياء خاص بالإنسان لتمييزه بالروح والعقل والتدبر, ولكن الحيوان يخاف ولا يتسحى, والخوف خاص بالمؤمنين والرعب خاص بغير المؤمنين
الإيمان له أصول وفروع مثل الشجرة, وهو الإيمان الكامل المنجى من النار
أصل الإيمان : التصديق بالله ورسله .
وفروعه : عبادات – معاملات – أخلاقيات
وسبب ظهور المذاهب المختلفة هو الاختلاف فى فهم كلمة الإيمان
هل الإيمان مجرد كلمة؟ هل هو تصديق بالقلب ؟ هل يستلزم الإيمان العمل ؟
جماعة من الفرق أسمهم الكرَّامية ( نسبة إلى محمد بن كرَّام) وطائفة المرجئة يقولون أن الإيمان مجرد نطق باللسان, سواء طابق ذلك ما فى قلبك أو لا وعملت به أو لم تعمل (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) , (بشر أمتك من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق)
وهذا اعتقاد خاطئ لأن المنافقين يقولون لا إله إلا الله ولكن الله فرق بينهم وبين المؤمنين .
المرجئة قالوا: ما بداخل القلب يكون مطابقًا للسان حتى ولو لم يعمل
يقولون أن الإيمان ثابت لا يتحرك أى لا ينفع مع الكفر طاعة ولا يضر مع الإيمان معصية
جمهور المسلمين (أهل السنة والجماعة) :
الإيمان هو 1- نطق باللسان. 2- تصديق بالجنان. 3- عمل بالأركان.
فجعلوا العمل ضمن أسباب الإيمان, والفرق اختلفت فى منـزلة العمل من الإيمان
الخوارج قالوا : العمل هو العصب الرئيسى للإيمان – مرتكب الكبيرة كافر ومن يخل بفريضة يخلد فى النار .
المعتزلة قالوا : مرتكب الكبيرة لا يسمى كافر فهو فى منـزلة بين المنـزلتين (الإيمان والكفر)
"وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا" القتل كبيرة ومع ذلك دخلوا فى طائفة المؤمنين
الحديث يدل دلالة واضحة على أن الإيمان يشمل الأعمال والتصديق القلبى والنطق باللسان
الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله (نطق باللسان) وأدناها إماطة الأذى عن الطريق (أعمال) والحياء شعبة من الإيمان (تصديق قلبى)
وكلما أخذ الإنسان شيئًا من شعب الإيمان زاد إيمانه
الـ الألف واللام فى الإيمان لتمام كمال الإيمان
هذا الحديث أحد الأدلة التى تبين أن الإيمان بزيد وينقص بمقدار ما أخذت من شعب الإيمان يكون إيمانك.
فى رواية لمسلم الإيمان بضع وسبعون شعبة
فى رواية أخرى لمسلم الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة (على الشك)
لا تعارض بين النصوص
عندما يحدث تعارض ظاهرى بين النصوص فنحن أمام أحد أمرين :
نجمع بين النصوص -وفق بينهم- نصلح بينهم.. فالرسول أخبر فى أول الأمر أن الإيمان كان بضع وستون شعبة ثم جاءه اعمال أخرى لتكون بضع وسبعون شعبة لما زادت شرائع الإسلام..
وفى حديث الشك : الشك لم يكن من أبى هريرة ولكن ممن روى بعده وربما شك لعدم وجود النقاط فوق الحروف فى وقتها
إذا فشلت فى الجمع رجح, فقد رجح العلماء رواية البخارى لأن شروطه فى دراسة الرواة أدق من الإمام مسلم . وأيضًا فى تحرى الألفاظ ولأن فى الرواية العدد المتيقن (الستون).
هل يمكن حصر شعب الإيمان؟ هل العدد مقصود لذاته أم غير مقصود لذاته؟
المراد هنا الكثرة إشارة إلى أن شُعب الإيمان لا حصر لها.
مما يؤكد هذا حديث فى مسند الإمام أحمد أن عبد الله بن بُسر قال : يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن شرائع الإسلام كثرت على فبابٌ جامع استمسك به, قال (صلى الله عليه وسلم) لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله .
بعض العلما قالوا أن العدد مقصود لذاته فبدأوا يحصرون شعب الإيمان
الشيخ البيهقى 458 هـ ألّف كتاب شعب الإيمان
وقال إن شعب الإيمان 3 أعمال :
أعمال تتعلق بالقلب 24 خصلة ومنها الحياء – الإخلاص – الصدق – التوكل – اليقين
أعمال اللسان 7 منها قراءة القرآن – تسبيح – تهليل – الذكر – النصيحة – الأمر بالمعروف.
أعمال الجوارح 38 خصلة.
هذا الكتاب اختصره القزوينى (بعد البيهقى بحوالى 200سنة) مختصر شعب الإيمان
قالوا أن هذا الحديث من معجزات الرسول (صلى الله عليه وسلم) جاء على أعمال القلب وذكر منها الحياء وأعمال اللسان ذكر منها أعلاها لا إله إلا الله وأعمال الجوارح ذكر منها إماطة الأذى عن الطريق.
ابن حجر يقول : لا مانع أن تكون الشُعب 79 لأن ممكن تنتج من القلب واللسان والبدن أعمال أخرى.
الإمام ابن حبان وصلها إلى 38 شعبة
وفى اخفاء الرسول لنا لحقيقة العدد رحمة بنا
الحياء هو تغير وانكسار يستدعى الإنسان أن يترك ما يُعاب عليه أو يُذم
فالذم إما أن يكون من جهة العقل مثل المجنون.
أو أن يكون من جهة العرف مثل السفهاء.
أو أن يكون من جهة الشرع مثل الفسقة والمستهترين بشرع الله.
فإذا كان الحياء من جهة العقل, فهو حياء مذموم.
وإذا كان الحياء من جهة العرف, فمنه محمود ومنه مذموم.
وإذا كان الحياء من جهة الشرع, فالحياء محمود كله.
والحياء المذموم من جهة العقل يذمه العرف والشرع.
العرف والشرع قد يجتمعان على ذم الشئ وقد يختلفان.
والمقصود بالحياء فى الحديث هو فى العمل الذى يذم شرعًا.
سيدنا عمران بن حصين (رضى الله عنه) أحد الصحابة الكرام يقول : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الحياء كله خير .. الحياء كله خير .. بُشَير بن كعب من التابعين قال .. يا أبا نُجيد إنا لنجد فى الكتب والحكمة أن من الحياء سكينة ووقارًا ومنه ضعف قال لا الحياء لا يأتى إلا بخير ... وقال أحدثك عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتحدثنى عن صحفك والله لا أساكنك بأرض أنت فيها قالوا انه منا انه منا (من أهل السنة) يسأل فقط..
فالحياء الشرعى كله محمود وليس شئ منه مذموم..
وأعلى درجات الحياء أن يستحى الإنسان المنعَم عليه من الله عز وجل يستحى ان يستخدم تلك النعم فى معصية الله وغضب الله .. يستحى أن يراه ربه حيث نهاه ويستحى أن يفتقده ربه حيث أمره.
قال عبد الله بن مسعود (رضى الله عنه) : استحيوا من الله حق الحياء قالوا : إنا لنستحى والحمد لله قال الحياء الحقيقى أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وأن تذكر الموت والبِلى فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء . والبلى : التراب.
وهذا الحديث منسوب فى بعض الكتب إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)
ولكن فى سند الحديث الصباح بن محمد أحيانًا يأتيه سرحان فينسب الكلام والحديث إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
الصفح الجميل- المختص بشئون جمعيه الصفح الجميل
- عدد الرسائل : 516
العمر : 39
نقاط تميزي : 12
تبادل اعلاني :
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
ابو الكتاكيت- عضو فضي
- عدد الرسائل : 213
العمر : 34
نقاط تميزي : 25
تبادل اعلاني :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى