في رحاب سوره الضحي

من طرف **محمد محيى** الأربعاء أبريل 30, 2008 9:30 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انزلت سورة الضحى بعد فترة من انقطاع الوحى و
خلال هذه الفترة عانى سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم ) من هم
و قلق شديدين
واخذت قريش تتهكم عايه ويقولون ان رب محمد قد قلاه اى (هجره او تركه)
بسم الله
الرحمن الرحيم
تبدا الايات بقسم (والضحى و الليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى )

لنتامل القسم فالحق سبحانه و تعالى يقسم بالضحى و هو الوقت من طلوع الشمس وحتى
قبيل الظهر وقت النشاط والفاعلية فى حركة الحياة ثم يقسم الحق سبحانه وتعالى باليل
اذا سجا ومعنى سجى اى تقدم وارخى
سدوله وهو وقت السكو ن والنوم وقت الراحة وهدؤ
حركة الحياة تمهيدا للعودة للنشاط من جديد كان الحق سبحانه وتعالى فى معرض حديثه
الى الرسول الكريم يلفت النظر الى طبيعة الامور فى الكون حركة ونشاط يتبعها هدؤ و
راحة وهكذا فكان الايات تخاطب سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم )و تخبره ان لا تخاف
ولا تقلق من انقطاع الوحى بل انظر الى حركة الحياة نشاط يتلوه سكون ثم نشاط جديد

ثم تاتى الايات لتوضح بما لا يدعو للشك مكانة رسول الله محمد(صلى الله عليه
وسلم ) عند ربه وتنفى ان يكون انقطاع الوحى لخلل فى العلاقة بين الحق سبحانه و
تعالى و رسوله فما ودع الله عبده ورسوله محمد(صلى الله عليه وسلم ) والوداع اى ترك
وفراق من نحب وما قلا وهناحذفت الكاف الضمير العائدة على سيدنا محمد(صلى الله عليه
وسلم )كانها كانت و ما قلاك ولكن لان محمد حبيب الله و رسوله و ان القلا هو هجر
العدو والمكروه وسيدنا محمد لعظيم مكانته فحذفت الكاف واصبحت وما قلى
(وللاخرة
خيرا لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى)
بعد اطمئنان سيدنا محمد(صلى الله
عليه وسلم )يخبره الحق سبحانه و تعالى ان فترة ما بعد عودة الوحى تحمل له خيرا
كثيرا وسوف بنعم الله عليه بنعم كثيرة و قد كان وعلى سبيل المثال كان الاسراء
والمعراج والهجرة ونصر الاسلام وفتح مكة وكثير منالنعم والنعمة الكبرى وهى الرضا
ويا لها من نعمة اذا اعطيت لعبد لكانت له كفاية
ويذكر الحق رسوله بافضاله عليه
(الم يجدك يتيما فاوى و وجدك ضالا فهدى و وجدك عائلا فاغنى)لقد كنت يا محمديتيما لا
تملك لنفسك شيئافكفلك الله بفضله وكنت لا تدرى ما الايمان والهدى فهداك الله الى
الطريق المستقيم وكنت محتاجا للناس فاغناك الله بفضله فلا تجعل للشك مكانا فى قلبك
وتظن بان من فعل معك كل هذا سوف يتركك
وتختم الايات بتوجيه عظيم لامة المسلمين

(فاما اليتيم فلا تقهر واما السائل فلا تنهر واما بنعمة ربك فحدث) صدق الله
العظيم
لقد كان موضوع سورة الضحى نفى الخاطر الموجد فى عقل الرسول محمد(صلى
الله عليه وسلم )بان الله قد ودعه وتاتى الخاتمة لتعلمنا كيف نتجنب الاسباب التى من
شانها ان تؤدى بنا الى البعد عن الله والعياذ بالله
اولالانظلم اليتيم بل نكرمه
و نكفله فيكبر شاكرا لله محبا لمن حوله لان اليتيم المقهور يشب حاقدا علىمن حوله
ويمتلىء قلبه بالحقد والكراهية فيكون معول هدم فى بناء الامة
ثانيا لاتنهر
السائل وهنا لنوسع معنى السائل فيشمل كل من يطلب عون مثل طالب العلم وطالب الصدقة
وطالب الصحبة وطالب النصيحة وهكذا فاما ان نجيبه الى طلبه واما ان ندعو له بان ييسر
الله له طلبه فلايكره اصحاب الحاجات الاغنياء وتستقيم حركة الحياة بالامة
ثالثا
فليعلن من انعم الله عليه بنعمة عنها وليجهر بها(هذا بالطبع سيشمل كل البشر فيعلم
الغافل والجاهل بنعم الله ويتحول المجتمع الي امةصالحة قريبة من الله يحبهم و
يحبونه الهم اجعلنا منهم الهم امين
هذه خواطر عن سورة الضحى ارجو من الله ان
ينفعنا بها
ارجو سماع مداخلاتكم جزاكم الله خير و السلام عليكم و رحمة الله و
بركاته