الحمل وتشكل الرحم والجنين
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحمل وتشكل الرحم والجنين
يبدو أن
عنوان الموضوع الحالي يعاني ضرباً من الاجترار لأن التشكل في الرحم والحمل يتحققان في
مرحلة واحدة بيد أن التشكل الرحمي يشير إلى التطور بدءاً من الإلقاح وانتهاء
بالولادة في حين أن الحمل يمثل تجربة المرأة الحامل وسلوكها ومع أن الحادثتين
تنصهران في حادثة واحدة تقريباً فإن مضمون الواحدة يختلف كلياً عن مضمون الأخرى
0
التشكل في
الرحم :
عندما تلقح
النطفة البيضة في القناة الناقلة للبيوض في المرأة تتحقق حادثتان :
أولاهما آنية
مباشرة والثانية تطورية نوعية فاتحاد النطفة بالبيضة يمثل من الناحية التطورية مخطط
نمو إنساني ، غير وعدل ونفذ خلال فترات طويلة من الزمن ويفيد علم الوراثة في إيضاح
كيفية تحقق هذا المخطط في أثناء تشكل الكائن 0
الاعراس والمورثات
يطلق على
نطفة الرجل وبيضة الأنثى اسم الاعراس ويفترض أن تمتلك هذه الاعراس صفات فريدة كي
تتمكن من تشكيل كائن جديد وهذه الصفات هي :
1-
ضرورة امتلاك أحد
العروسين على الأقل المواد الغذائية الضرورية لتشكيل خلايا جديدة هذا بالإضافة إلى
القدرة على الحركة التي تمكن الاعراس من الاتحاد بعضاً ببعض 0
2-
المقدرة على
التحول من حالة العطالة إلى حال تصبح فيها قادرة على تشكيل خلايا أخرى 0
3-
أن يمتلك كلا
العروسين من الأبوين وبالتساوي تماماً لكل منهما القدر اللازم من المادة الوراثية
الضرورية لتشكيل الفرد الجديد
فكيف تقوم
الاعراس بعملها ؟
يكون العروس
الأنثوي أو ( البيضة ) كبيراً غير قادر على الحركة خلافاً للعروس الذكري أو (
النطفة ) الذي هو صغير جداً نسبياً وشديد الحركة ويبلغ قطر البيضة 0,14 مم ولا يمكن
أن ترى بالعين المجردة إلا بصعوبة كبيرة وفي شروط خاصة جداً أما قطر أضخم أقسام
النطفة ( الرأس ) فلا يزيد على 0,06 مم وهو طويلة جداً بيد أنه من المحال رؤيتها
بالعين المجردة 0
إن ثمة ضرباً
من تقاسم الوظيفة يجعل من النطفة مركز الفعالية والحركة وما أن يتم اتحاد العروسين
الواحد بالآخر حتى يتحولا من حالة منفعلة إلى حالة فاعلة ومن المؤكد أن تحول البيضة
من حالة منفعلة ( العطالة ) إلى حالة فاعلة ( تشكيل جنين ) يتطلب اصطدام النطفة بها
واختراقها لها 0
وأخيراً فلا
بد للعروس الذكري من أن يمتلك المقدرة على الحركة حتى يصعد رحم المرأة والقناة
الناقلة ليصل البيضة ويلقحها 0
تتشكل النطاف
بأعداد تفوق كثيراً أعداد البيوض ففي حين أن الرجل يقذف في المرة الواحدة عادة
بحدود 300 مليون نطفة فإن المرأة لا تنتج من البيوض طوال حياتها الجنسية أكثر من
400 بيضة 0
وللعدد
الكبير من النطاف أهميته في تحقق الإلقاح ذلك أن الذكور الذين يعانون من نقص في عدد
النطاف يتصفون بالعقم ولا يصل إلى أعلى القناة الناقلة للمرأة إلا بحدود 100 نطفة
من تلك الملايين صحيح أن نطفة واحدة تلقح البيضة إلا أن وجود النطاف الأخرى
بالإضافة إلى السائل الرحمي يسهلان عملية الإلقاح وثمة دليل على أن النطفة تطلق
انزيما يحل الجدار الخلوي للبيضة 0
المورثـات
:
يحوي العروس
( والخلية بصورة عامة ) كمية كبيرة من المعلومات الوراثية التي تنتقل من جيل إلى
آخر باعتبارها مادة كيميائية يطلق عليها اسم المورثات وتنتظم المورثات في أجسام
أكبر منها تسمى الصبغيات التي يختلف عددها من نوع إلى آخر وتحدد الهوية الفريدة لكل
نوع من الأنواع وتحوي نواة كل خلية من خلايا جسم الإنسان 46 صبغياً وتكون الصبغيات
هذه على شكل 23 شفعا اثنان وعشرون منها تعرف بالصبغيات الجسمية ويكون صبغياً الشفع
الواحد في هذه الصبغيات الجسمية متشابهين تشابهاً كلياً ( من حيث الشكل والحجم
والمظهر والبنية الكيميائية تقريباً ) ويعرف هذان الصبغيان باسم الصبغيين
المتماثلين ( Homolagous Chromosomes
) ويأتي أحدهما من الأب والآخر
من الأم 0 أما الشفع الثالث والعشرون فيضم الصبغيين الجنسيين 0
يبدأ انقسام
البيضة الملقحة الذي يؤدي إلى تضاعف عدد الخلايا ونقل المعلومات الوراثية إلى
الخلايا البنات حال تحقق عملية الإلقاح ويوجد نوعان من الانقسام الخلوي : الانقسام
الخيطي والانقسام المنصف والانقسام الخيطي هو انقسام طولاني يتناول كل صبغي من
الصبغيات الستة والأربعين وعندما ينقسم الصبغي يعيد بناء ذاته تلقائياً بحيث يتمم
أحد النصفين النصف الآخر ويصبح الصبغي الجديد مماثلاً للصبغي الأم وذلك فيما يتعلق
بالبنية وعدد المورثات أما الانقسام المنصف فيعاكس فعل الالقاح ففي الالقاح يتحد
عروسان لتشكيل خلية متكاملة تضم 46 صبغياً أما في الانقسام المنصف فالخلية تنقسم
لتنتج عروساً يحوي نصف عدد صبغيات الخلية الجنسية الأم 0
وتنتج الفروق
الفردية التي تحدد هوية الفرد ضمن النوع عن كل من ظاهرتي الانقسام المنصف والخيطي
0
وتجدر
الإشارة هنا إلى أن كل مورثة من مورثات صبغي ما تشغل فيه مكاناً خاصاً فريداً
ويختلف بالتالي هذا المكان من مورثة إلى أخرى فللمورثة التي تحدد لون العين مثلاً
تمركز فريد في صبغي بعينه وتتوضع مورثات صفة ما في الصبغيين المتماثلين بعضها مقابل
بعض وتقوم بوظيفتها على نحو متناسق بحيث تنتج تلك الصفة وتبدأ الصبغيات في الانقسام
المنصف كانقسامها الخيطي العادي غير أن الانقسام لا يكتمل ويتعرض كل شفع من
الصبغيات المتماثلة ( يتألف كل صبغي من الصبغيين المتماثلين من شطرين ويتألأف الشفع
الواحد من أربعة أشطر ) للالتحام في بنية يطلق عليها اسم الرباعية إذ تتشكل لدينا
في هذه المرحلة من الانقسام المنصف 23 حزمة تتكون كل واحدة منها كما أشرنا منذ قليل
من أربعة أشطر صبغية في حين تتوفر 46 حزمة تتكون الواحدة فيها من شطرين صبغيين في
المرحلة نفسها من الانقسام الخيطي 0
وتتقابل
الأشفاع الصبغية المتماثلة ثم يتباعد بعضها عن بعض بحيث يذهب كل شفع من الشفعين
المتقابلين إلى أحد قطبي الخلية وتنقسم الخلية إلى خليتين تحوي كل منهما 23 شفعاً
من الصبغيات ويعقب الانقسام المنصف الأول الانقسام المنصف الثاني وينفصل في هذا
الانقسام زوجا الشفع الواحد عن بعضهما وتتشكل على هذا النحو أربع خلايا ( أعراس )
تحوي كل خلية منها 23 صبغياً وعلى هذا النحو يكون قد حدث التنصيف الصبغي 0 وعلى
الرغم من أن هجرة الصبغيات إلى القطبين في الانقسامين المنصفين تكون هجرة عشوائية
إلا أنه يتحتم على كل خلية ( عروس ) من الخلايا الأربع المتشكلة أن تحوي مجموعة
صبغية أحادية كاملة ( 33 صبغياً ) وتختلف نسب الصبغيات التي أتت في الأصل من الأم
عن نسب الصبغيات التي أتت أصلاً من الأب من عروس إلى آخر وهذا ما يفسر الفروق
الموروثة التي تميز الأخوة أو الأفراد بعضهم عن بعض 0
وهكذا تتكون
البيضة الملقحة أو الكائن الجديد عندما يتحد عروس ذكري بآخر أنثوي خلال الإلقاح
وللبيضة الملقحة خصائص من كلا العروسين ويحمل أخوان ليسا توأمين حقيقيين نسباً
مختلفة من صبغيات الأب والأم وذلك بسبب التوزع العشوائي لاشفاع الصبغيات خلال
الانقسام المنصف 0
إن ثبات عدد
الصبغيات ( 46 صبغياً ) والتركيب الوراثي يجعل النوع بشرياً ويحدث التنوع بين أفراد
النوع البشري بسبب لا نهائية نسب التوزع المحتملة للصبغيات وبسبب اختلاط الذخيرة
الوراثية عند حدوث التصالب والتبادل الصبغي في أثناء الانقسام المنصف الأول وإعادة
ترتيبها 0
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى